ارتفعت أسعار القمح بنحو 7.7% خلال تعاملات الاثنين في أول يوم  تداول بعد قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر موردي القمح والذرة والزيت النباتي في العالم، وكان الاتفاق في يوليو لفتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود أمرًا حيويًا للمساعدة في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.

تعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم من حيث القيمة، حيث تستورد ما يزيد عن نصف احتياجها.

رغم انسحاب روسيا من الاتفاق أبحرت السفن المحملة بالمحاصيل من أوكرانيا، وحذرت موسكو من أن الشحنات تصبح “أكثر خطورة” دون مشاركتها.

أثار إعلان روسيا أنها ستعلق إلى أجل غير مسمى مشاركتها في اتفاقية الممر الآمن، التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة، إدانة واسعة النطاق من أوكرانيا وحلفائها، وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنها ستزيد المجاعة.

مع ذلك، أعلنت الأمم المتحدة في وقت متأخر من يوم الأحد أنها أجرت محادثات مع جميع الأطراف في الصفقة، واتفقت مع تركيا وأوكرانيا على استمرار مغادرة السفن التي تحمل المواد الغذائية من أوكرانيا.

ستستمر عمليات التفتيش في مركز التنسيق بإسطنبول لكل من السفن المتجهة إلى الداخل والخارج، وهناك أيضًا سفن جديدة من المقرر أن تصل إلى الموانئ الأوكرانية، وقالت الأمم المتحدة إنه تم إبلاغ المندوبين الروس.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الاثنين إن شحنات الحبوب من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود أصبحت “أكثر خطورة” بعد أن علقت روسيا مشاركتها، لكنه رفض التعليق على الشروط التي تضعها موسكو للانضمام إلى الاتفاقية، وقال إن المشاورات الدبلوماسية جارية مع تركيا والأمم المتحدة بشأن مستقبل الاتفاقية.

في وقت سابق، قالت أوكرانيا إن روسيا شنت موجة ضخمة من الهجمات الصاروخية في جميع أنحاء البلاد، بعد أن اتهم الكرملين كييف بشن ضربات ضد أسطولها في البحر الأسود وانسحابها من صفقة تصدير الحبوب.

أوضحت اسميني  بالا، المتحدثة باسم الأمم المتحدة باسم مبادرة حبوب البحر الأسود، أن السفن تتحرك من أوكرانيا على أساس أن روسيا علقت مؤقتًا مشاركتها في تنفيذ الاتفاق، لكنها لا تزال من الدول الموقعة على الاتفاقية، وبموجب شروط المبادرة، وافقت جميع الأطراف على عدم القيام بهجمات ضد السفن التجارية والمدنية.

وقفز القمح في بورصة شيكاغو في وقت سابق بنسبة 7.7٪ إلى 8.93 دولار للبوشل (27.2 كيلوجرام)، وارتفعت الذرة أيضا بنسبة 2.8٪ وزيت فول الصويا 3٪.

ركز تجار المحاصيل منذ أسابيع على اقتراب الموعد النهائي في 19 نوفمبر لتجديد اتفاق ممر الحبوب، خاصة وأن كبار المسؤولين الروس انتقدوا الاتفاق مرارًا وتكرارًا، مما يشير إلى أن أي تمديد سيتطلب مفاوضات صعبة.

تباطأت الصادرات أيضًا بسبب تراكم السفن التي تنتظر التفتيش كجزء من الاتفاقية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بعض السفن كانت تنتظر منذ ثلاثة أسابيع.

قال مايكل ماجدوفيتز، كبير محللي السلع الأساسية في Rabobank، إن أسعار السفن والتأمين في أوكرانيا سترتفع. قال مات أميرمان ، مدير مخاطر السلع الأساسية في StoneX، إن الصفقات الجديدة من البلاد بدأت بالفعل في التلاشي حيث لم يرغب المتداولون في المخاطرة بالوقوع في مواجهة الموعد النهائي للصفقة.

واجهت صفقة ممر الحبوب عقبات وشكوكًا منذ البداية، حيث كانت شركات التأمين وأصحاب السفن يزنون مخاطر إرسال الشحنات عبر البحر الأسود مع احتدام الحرب.

بينما شحنت أوكرانيا أكثر من 9 ملايين طن من البضائع منذ افتتاح الممر – بما في ذلك أكثر من 4 ملايين طن هذا الشهر فقط – لا يزال هناك الكثير من البضائع المتبقية. كانت الصوامع تفيض بالفعل بمحاصيل العام الماضي عندما استؤنفت الصادرات المنقولة بحرا ويحصد المزارعون الآن محصولًا جديدًا، بينما يزرعون القمح والشعير الذي سيتم جمعه العام المقبل.

علقت روسيا مشاركتها في الصفقة يوم السبت بعد غارات بطائرات بدون طيار ضد أسطولها البحري، مدعية أن إحدى الطائرات بدون طيار ربما جاءت من سفينة حبوب تشكل جزءًا من مبادرة البحر الأسود، ونفت أوكرانيا بشدة هذه الاتهامات.

قالت الأمم المتحدة في وقت متأخر الأحد، إنه من المتوقع أن تتحرك 12 سفينة صادرة و4 واردة عبر الممر الأوكراني يوم الاثنين، وقال وزير الدفاع التركي إنه سيناقش الاتفاق مع نظيره الروسي مساء الإثنين.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا