كتب: سليم حسن
تُعاني أسواق الثروة الحيوانية في مصر خلال الأشهر الأخيرة من ارتفاع حاد في تكاليف الإنتاج، لتقفز خسائر المُربين بصورة أجبرت الكثيرين منهم على التخارج من السوق بشكل جزئي لحين تحسن الأوضاع، وأخرون بشكل كُلي، ما ارتد في النهاية على أسعار المنتجات المعروضة منها بصورة كبيرة.
ما الذي يحدث؟
خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قفزت أسعار الدواجن الحية من أرض المزرعة بنحو 9 جنيهات في الكيلو، وأسعار اللحوم الحية بنحو 7 جنيهات في الكيلو “قائم” و20 جنيهًا في الكيلو مذبوح.
يأتى ذلك على خلفية القفزات الكبيرة التي طالت أسعار الأعلاف طوال الفترة الماضية، لتصل إلى مستويات قياسية عند متوسط 17 ألف جنيه للطن من أعلاف الدواجن، و12.5 ألف جنيه للطن من أعلاف الماشية، مع العلم أن الأعلاف وحدها تُمثل 70% من مُدخلات إنتاج الصناعة.
إقرأ أيضًا: الأزمة مستمرة.. أسعار الأعلاف تواصل الارتفاع رغم الإفراجات الجديدة للخامات
تراجع طفيف للأعلاف
انخفضت أسعار الأعلاف في اليومين الماضيين بنحو 300 جنيهًا في الطن لدى مُعظم شركات الإنتاج، لكن هذا التراجع لا يؤثر على التكاليف المتضخمة منذ شهور على خلفية شح المعروض من خامات إنتاجها وتكدس أغلبها في الموانئ بسبب نقص العملة الصعبة، ووسط تسويق منتجات الثروة الحيوانية بأسعار لا تتناسب مع التكاليف اندفع الكثير من المُربيين نحو التخارج الجزئي وفي بعض الأحيان الكلي من السوق، ما أثر على المعروض في النهاية، وفق متعاملون في القطاع تحدث معهم “ايكونومي بلس”.
حسبة الدواجن
صناعة الدواجن تتكبد خسائر يومية بسبب قفزات أسعار الأعلاف، إذ يحتاج الكتكوت الواحد إلى 4 كيلوجرمات من العلف ليصل إلى 1.8 كيلوجرام فى المتوسط بنهاية دورة التربية، 35 يوم، وبتكلفة 72 جنيهًا لبند واحد فقط، بخلاف التكاليف الأخرى، وفق تقديرات اتحاد مُنتجي الدواجن.
وفقًا لهذه التقديرات، فإن سعر البيع الحالي للدواجن عند 41 جنيهًا للكيلو من أرض المزرعة يعني أن سعر الدجاجة زنة 1.8 كيلو لا يتجاوز 73.8 جنيهًا، ولا زلنا لم نُضف بعد باقى التكاليف مثل العمالة والكهرباء والمياه والأدوية والفاقد الطبيعي من كل دورة، وكان ذلك واحدًا من أسباب لجوء معامل التفريخ إلى إعدام الكتاكيت في الأسابيع الأخيرة.
إقرأ أيضًا: لماذا يعدم المربون الكتاكيت؟
حسبة الماشية
قدر تاجر الماشية، بُرعي أبوالمجد، خسارة رأس الماشية الواحدة للتسمين حاليًا بأكثر من 35 جنيه فى المتوسط كل يوم، على اعتبار أن الرأس الواحدة تستهلك 2% من وزنها أعلاف كل يوم، وإذا اعتبرنا أن وزنها 500 كيلو فهي تحتاج إلى 10 كيلوجرامات من الأعلاف بسعر 120 إلى 130 جنيهًا يوميًا.
“مُعدل التحول اليومي في الماشية يصل إلى 1.25 كيلو يوميًا، تكلفة هذه الزيادة أعلى من سعر بيعها في السوق بصورة كبيرة، خاصة وأن سعر كيلو العلف وصل 12.5 جنيهًا في المتوسط”، قال أبوالمجد.
نتيجة ذلك، قفزت أسعار اللحوم الحية “قائم” في الأسابيع الأربعة الأخيرة بما يصل إلى 7 جنيهات في الكيلو “قائم”، على خلفية استقرار الطلب وانخفاض المعروض، وفق رئيس مجلس إدارة مزارع الفاروق، فكرى فاروق.
أسعار اللحوم قائم ارتفعت بنحو 7 جنيهات للكيلو من الأبقار و6 جنيهات للكيلو من الجاموس، ليصل سعر الكيلو من الأبقار إلى 78 جنيهًا، ومن الجاموس إلى 68 جنيهًا.
كما ارتفعت أسعار اللحوم الحية “المذبوحة” في الفترة نفسها بنحو 20 جُنيهًا في الكيلو على خلفية نقص المعروض منها، لتتراوح حاليًا بين 180 و220 جنيهًا للكيلو بحسب المنطقة ونوع القطعية، وفق نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، محمد العربى.
الطلب على اللحوم مُستقر ولم ينخفض مع ارتفاع الأسعار وتراجع المعروض منها، وتوتر السوق كان سببًا فى وقف بيع عجول اللحم الجاموسي، لحين استقرار أسعار الأعلاف بما يتناسب مع السعر النهائي للبيع، أو رفع أسعار اللحوم القائم، أوضح فاروق.
“الزيادة ليست كافية، ولا تُعبر عن وضع السوق الحقيقي، ونتوقع زيادات جديدة الفترة المقبلة حال استكمرار الوضع الحالي للأعلاف دون تحسن” قال أبوالمجد.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا