قالت دراسة حديثة أعدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية، تعرضت لصدمات عنيفة خلال الأربعة شهور الأولى من العام الحالي 2020، نتيجة لتداعيات تفشي فيروس “كورونا“، مضيفا أن هذه الصناعة وصلت إلى مرحلة أنها “تكافح من أجل البقاء”.
جاء ذلك ضمن أحد دراسات المركز المصري للدراسات الاقتصادية حول الصناعات التحويلية في مصر في ظل أزمة كورونا وتأثيرها على هذا القطاع.
صدمات عنيفة خلال الأربعة أشهر الأولى من العام
وتناولت الدراسة قطاع صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية التي وصفها بأنها صناعة تكافح من أجل البقاء، وذلك لما تعرض له من صدمات خلال الأربعة شهور الأولى من العام.
وبحسب الدراسة، تمثل صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات أهمية خاصة في الاقتصاد المصري، حيث يعمل بها حوالي 15٪ من إجمالي المشتغلين في الصناعات التحويلية، كما تعتبر أكبر مشغل للنساء حيث يشكل المشتغلات من الإناث فيها 42٪ من إجمالي المشتغلات من الإناث في الصناعة التحويلية.
3.3 مليار دولار صادرات في 2019
وتعتبر صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية صناعة تصديرية بالأساس حيث يتم تصدير ٤٤٪ من إجمالي الإنتاج، وبلغت صادراتها 3.3 مليار دولار عام 2019 وهو ما يمثل 13٪ من إجمالي الصادرات الصناعية.
وتستورد مصر المواد الأولية من 5 دول كبرى، وهي الصين التي تستورد منها 50٪، والهند 11٪، وتركيا 9٪، وإندونيسيا 4٪، والولايات المتحدة الأمريكية 3٪، وتتركز صادراتها لخمس دول كبرى هي الولايات المتحدة بنسبة 44٪، وإسبانيا بنسبة 8٪، وألمانيا بنسبة 7٪، والمملكة المتحدة بنسبة 7% وتركيا بنسبة 6٪.
انخفاض العرض والطلب على مستوى العالم
وأشار التقرير إلى أن أزمة فيروس كورونا أثرت بقوة على كل من أسواق مستلزمات الإنتاج والأسواق التصديرية لصناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية في مصر، كما أثرت على معدلات العرض والطلب منذ ظهور الأزمة.
وبدأت الأزمة مع صدمة إنخفاض الطلب العالمي على المنتجات المصرية من الملابس الجاهزة والمفروشات من مختلف دول العالم، وعلى الجانب الأخر أزمة صدمة العرض العالمي وانخفاض قدرة الدول المختلفة على توريد المنتجات التي تستوردها مصر من مستلزمات إنتاج وسلع نهائية من الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية.
صدمة ضعف التصدير الطلب المحلي
وركزت الدراسة على صدمة العرض التصديري المصري والذي نجم عن إنخفاض قدرة مصانع الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية المحلية على التصدير، وصدمة الطلب المحلي من انخفاض الاستهلاك من منتجات الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية، وصدمة العرض المحلي من إنخفاض قدرة مصانع الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية على الإنتاج لتغطية طلبات السوق المحلي.
تأثير “كورونا” ينسحب على القطاعات الصناعية الاخرى
وخلص تقرير المركز المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن تأثير كورونا لم يقف عند صناعة الملابس الجاهزة فقط بل ينسحب على باقي سلسلة القيمة نظرا للارتباط بين عناصرها بين مكوناتها مون صناعات محلية، كما يمتد هذا التأثير أيضا على العمالة فعلى سبيل المثال كل 10 ملايين دولار انخفاض في صادرات الملابس الجاهزة يعني حرمان العمالة من 1.3 مليون دولار حيث يمثل نصيبها 13٪ من قيمة المنتج.
ويرتبط تعافي الصادرات لصناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية على تحسن الأوضاع بالنسبة للأسواق التصديرية كما يرتبط بشكل أكبر بالقدرة التمويلية وتوفر السيولة لدى المصانع.
إجراءات لتخفيف التأثير السلبي للأزمة
ونوه التقرير إلى مجوعة من الإجراءات المطلوبة من اجل تخفيض التأثير السلبي وقت الأزمة، منها إجراءات عامة تستفيد منها الصناعة ككل شاملة صناعتي الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية، وإجراءات محددة لصالح صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية.
إجراءات حكومية سريعة لدعم المصانع في مواجهة الأزمة
ولفت التقرير إلى أن الحكومة اتخذت بالفعل مجموعة من الخطوات التحفيزية منها صرف كافة متأخرات دعم الصادرات المستحقة للمصدرين، وسرعة رد ضريبة القيمة المضافة على السلع المصدرة للمنتجين، ورد المبالغ الضريبية المحتجزة للمصدرين، مع عدم ربط ذلك بسداد مستحقات الضرائب والإجراءات والمتطلبات الحكومية المتبعة في الظروف العادية.
وأشار إلى قيام وزارة المالية بالرجوع للنظام القديم الخاص بالإبقاء على فترة السماح المؤقت البالغة عامين، ومدها لفترة مماثلة عن الرسائل الواردة من الخارج بغرض التصنيع وإعادة التصدير، مع تقسيط قيمة رسوم الجمارك على مستلزمات الإنتاج الواردة من الخارج.
كان هذا بجانب تطبيق آلية تنفيذية عاجلة لتفعيل صندوق الطوارئ التابع لوزارة القوى العاملة الذي تساهم فيه المصانع بنسبة 1% شهريا والمنوط استخدامه في حالات الظروف الاضطرارية لتغطية مرتبات العمال، وتصحيح الرسالة الغير مباشرة لإجراءات البنك المركزي التي تهدف لدعم المتعثرين.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا