حققت العملة المشفرة الشهيرة “بيتكوين” مكاسب ملفته خلال الأيام القليلة الماضية متخطية مستوى 12 ألف دولارا، فيما تجاوزت مكاسبها 220% منذ بداية العام.
ورغم المكاسب القوية لعملة البيتكوين في 2019، إلا إنها لازالت دون مستوياتها القياسية التي بلغتها في نهاية عام 2017 عند 19548 دولارا.
لفتت مكاسب البيتكوين انتباه المستثمرين في جميع أنحاء العالم لتبدأ عمليات التنقيب عن العملات المشفرة في الزيادة بشكل ملفت، فيما يعرف بعملية تعدين بتكوين ، لكن ما المشكلة؟
عملية التنقيب أو تعدين البيتكوين أو العملات المشفرة ليست سهله، إذ تعتمد على أجهزة متقدمة تستهلك الكثير من الطاقة، وحسب وكالة الطاقة الدولية فإن بعض المقالات الإخبارية حول العالم تتوقع استهلاك البتكوين للكهرباء بما يعادل استهلاك بعض البلدان متوسطة الحجم، وباتت بيتكوين في طريقها لاستهلاك الكهرباء بقدر ما تستهلكه الولايات المتحدة في عام 2019 وبما تساوي استهلاك الطاقة في العالم عام 2020.
وفي مقال انتشر على نطاق واسع تم التحذير من التغير المناخي الذي قد تحدثه انبعاثات البيتكوين وحدها يمكن أن تدفع ظاهرة الاحتباس الحراري بأكثر من درجتين مئويتين.
ومع تضاعف قيمة بيتكوين 3 مرات في الأشهر الأخيرة وإعلان فيسبوك عن عملة ليبرا الجديدة، فإن الاهتمام باستخدام الطاقة للعملات المشفرة آخذ في الازدياد.
لكن لماذا تستهلك بيتكوين الكهرباء بمعدلات ضخمة؟
لفهم لماذا وكيف يستخدم بيتكوين الطاقة، نحتاج أولاً إلى فهم التكنولوجيا البلوكتشين التي تعتمد عليها، إذ توفر البلوكتشين طريقة جديدة لإجراء المعاملات وتسجيلها، مثل عمليات إرسال الأموال في البورصة التقليدية، تقوم المؤسسات المالية مثل البنوك بالتحقق من المعاملات وتسجيلها، بينما تزيل بلوكتشين الحاجة إلى المؤسسات المالية وعملية التسجيل التقليدية، وبدلاً من ذلك يتم الاحتفاظ بعمليات التسجيل ومشاركتها والتحقق من صحتها عبر شبكة موزعة من أجهزة الكمبيوتر.
عدم وجود سلطة مركزية موثوق بها يعني أن البلوكتشين تحتاج إلى “آلية الإجماع” لضمان الثقة عبر الشبكة، وفي حالة بيتكوين، يتم تحقيق ذلك من خلال طريقة تسمى “إثبات العمل” أو PoW، حيث تتنافس أجهزة الكمبيوتر على الشبكة، والتي تعمل كعمال المناجم، مع بعضها البعض لحل لغز رياضي معقد.
بمجرد حل اللغز تتم مكافأة من قام بحله بعملات بيتكوين جديدة، لذلك يعد استخدام الطاقة لشبكة البيتكوين هام جدا والتي تتأثر بالقدرات الحاسوبية المتزايدة باستمرار لدى المنقبين المتنافسين.
كيف تستخدم بيتكوين الطاقة؟
يعتبر استخدام الطاقة لشبكة بيتكوين وظيفة لعدة عوامل مترابطة (يستجيب بعضها لسعر بيتكوين المتغير):
1- مواصفات أجهزة التعدين، ومدى استهلاك الطاقة ومعدل قدرتها على البحث.
2- معدل البحث على الشبكة، وهو المعدل المشترك الذي يقوم فيه المُنقبين على الشبكة بمحاولة حل الخوارزميات للحصول على بيتكوين.
3- مدى صعوبة حل الخوارزميات.
4- استهلاك الطاقة بالبنية التحتية دون تكنولوجيا المعلومات، مثل التبريد والإضاءة.
وتطورت تكنولوجيا التنقيب عن البيتكوين بشكل سريع خلال العقد الماضي، إذ يستخدم المنقبون اليوم ASICs، وهي عبارة عن شرائح مُصممة لاستخراج بيتكوين وهي أكثر قوة وأسرع من السابق بحوالي 50 مليون مرة، كما أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بما يصل إلى مليون مرة، مقارنة بوحدات التنقيب في عام 2009.
كم تستهلك بيتكوين من الطاقة؟
نظرا لتدخل عوامل متعددة في مقدار ما يستهلكه التنقيب عن بيتكوين ، بالإضافة إلى المعلومات المحدودة، وغيرها، فان استهلاك الكهرباء يعتبر تقديري، وتشير أحدث التقديرات المنشروة في وكالة الطاقة العالمية إلى أن الاستهلاك يتراوح بين 20 إلى 80 تيراوات/ساعة سنويا، أو ما يعادل 0.1% إلى 0.3% من الاستهلاك العالمي للكهرباء.
تشير توقعات نشرتها وكالة الطاقة العالمية إلى أن منقبي بيتكوين يستهلكون 60% نحو إيراداتهم في الكهرباء فقط، بمعدل 0.5 دولار لكل كيلوات/ساعة.
ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن مدى انتباه الدول لاستهلاك منقبي بيتكوين للكهرباء، إذ تسبب شغف الشباب الإيراني بالتنقيب عن العملة المشفرة الأشهر في العالم، بتكوين، في زيادة استهلاك الطاقة في البلاد التي تعاني من آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ليرتفع الضغط على شبكات الكهرباء بشكل غير مسبوق ما دفع المسئولين لقطع الكهرباء عن المنقبين، حسب وكالة بلومبرج.
وأوضح مصطفى رجبي، المتحدث بإسم شركة الكهرباء الإيرانية تادفين، في مقابلة للتلفزيون الحكومي، إن استهلاك الكهرباء في البلاد زاد بنسبة 7% الشهر الماضي، بسبب التنقيب عن بتكوين ، مبينا أن إنتاج كل بتكوين يستخدم ما يعادل الاستهلاك السنوي لـ 24 عقارًا في طهران، أو استهلاك عقار واحد للكهرباء لمدة 24 عامًا.
بشكل عام، يبدو أن البيتكوين ستكون أحد المنتجات التي ستجذب التكنولوجيا العالمية في المستقبل القريب لإنتاج أدوات أكثر توفيرا للطاقة نظرا لعوامل الجذب القوية، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات العشر الماضية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا